الصفحة الرئيسية  رياضة

رياضة بسبب هفواته واختياراته: التلمساني "يقصي" نفسه من الترجي !

نشر في  19 أوت 2015  (13:26)

بدت سرعة التطورات في كواليس الترجي الرياضي كبيرة للغاية في الأيام القليلة الفارطة، وبعيدا عن موضوع المدرب أنيغو الذي اتخذ قرار اقالته منذ فترة في انتظار تفعيله رسميا بعد مواجهة الأهلي وفق تطورات مساء أمس الثلاثاء، فان اشكالا ثانيا أطلّ برأسه في مستوى اداري ويتّصل بعلاقة حمدي المدب بزياد التلمساني بوصفهما صاحبا القرار في الفريق بقطع النظر عن عدم وضوح هيكلة النادي في انتظار عقد الجلسة التي ستوضح توزيع المناصب.
ابتعاد التلمساني الذي فسّره البعض كل وفق أهواءه، لاقى ترحيبا كما بلغنا من حمدي المدب الذي يبدو أنه شعر في بعض الأحيان بعدم وضوح منهج عمل زياد التلمساني بين خطته في الترجي ومسعاه لرئاسة الجامعة وحتى طموحه لخطة وزير للشباب والرياضة في فترة ما، دون أن ننسى ندوته الصحفية الشهيرة التي كال فيها كل التهم لوديع الجريء مخاطبا اياه بلسان الجمع نيابة عن الترجي، علاوة على عدم نجاح كلّي في ملف الانتدابات والمدرب، وهذا ما جعل المدب يفكّر في سحب البساط من تحت قدمي التلمساني ليستغل مبادرة الأخير عقب مواجهة شبيبة سكرة ورغبته في الابتعاد بعد تمهيد عدة ظروف لتفعيل هذه الخطوة من قبل صاحب القرار في الترجي.
المدب وكما بلغنا لم يخض مجددا في الموضوع حتى وان تردّدت نية عودة التلمساني طالما أن رئيس الترجي لم يلاق نظيره بحر الأسبوع الفارط بعد محاولة التلمساني ضبط موعد لاذابة الجليد، غير أن الواضح مفاده أن رئيس الترجي طوى الصفحة نهائيا وقرّر ضخّ دماء جديدة وهو ما تفسّره الاتصالات المتكررة برياض بنور بحثا عن صيغة لعودته الى فرع كرة القدم قبل التحاقه أمس (أي بنور) بتمارين الفريق.
وبين هذا وذاك، يبدو واضحا أن التيار لا يمرّ جيدا بين الرجلين، زد على ذلك الضغط الكبير لبعض صفحات موقع التواصل الاجتماعي "الفايسبوك" التي لم تتوان مع عقد كل صفقة في الاشادة بجهود التلمساني (استقدام فخر الدين بن يوسف نموذجا) وهو ما فهم من قبل المدب على أنها جبهة ضغط من قبل عدد من الأحباء للرفع من أسهم التلمساني على حسابه..وهو - للأمانة- سيناريو يحدث في عدة فرق وليس من الغلوّ القول انه مشابه الى حدّ بعيد لما جرى بين سليم الرياحي ومنتصر الوحيشي في الافريقي حين ضخّمت بعض الأطراف من دور المدير الرياضي السابق في الحصول على اللقب، وهذا ما حدا بالرياحي الى ابعاده بطريقة أو بأخرى..
الاشكال يبدو واضحا وهو أن رئيس الترجي الذي ضخّ أموالا كثيرة في الميركاتو، لم يرض بجانب من الاستعراض الحاصل من قبل التلمساني الذي قيل في شأنه من قبل أطراف ترجية انه وان اجتهد فقد "أقصى نفسه بنفسه"، علاوة على عدم توافق النتائج مع حجم التعزيزات الحاصلة..وهذا ما أدّى في المجمل الى قطيعة وان كانت غير معلنة وغامضة التفاصيل للمرة الثانية في غضون سنوات قليلة بين الرجلين...فكيف سيستقرّ الحال في هذا الصراع عن بعد بينهما؟

طارق العصادي